أطلقت السلطات المصرية مساء الأربعاء سراح "إسراء عبد الفتاح" بعد احتجازها ۱۷يوما بتهمة الدعوة إلى إضراب 6 أبريل، بحسب محاميها وأسرتها.
وقال خالد علي محامي إسراء لـ"إسلام أون لاين.نت": إن والدتها تلقت اتصالا هاتفيا من مكتب وزير الداخلية يبلغها فيه بالموافقة على طلب سابق تقدمت به لزيارة ابنتها قبل توجهها لأداء العمرة.
وأضاف خالد علي: "أثناء زيارتها لإسراء فوجئت الأم بمسئولي السجن يبلغونها بصدور قرار الإفراج عن ابنتها، ومن ثم اصطحبتها إلى المنزل".
وتابع قائلا: "وصلت إسراء إلى المنزل الساعة السادسة مساء اليوم". وأوضح أن الفتاة تعاني من ضعف في حالتها الصحية.
ونقل المحامي عن إسراء قولها: إنها "لم تتلق أية معاملة سيئة داخل السجن"، لكنه أشار إلى رفضها الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام حاليا.
وأكدت شيماء عبد الفتاح أخت إسراء لإسلام أون لاين تواجد أختها بالمنزل الآن. وأشارت إلى "ازدحام المنزل بالأقارب والأصدقاء الذين أتوا من كل مكان للاطمئنان على إسراء".
"التدخل الإنساني"
وقالت مصادر قضائية إن وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي أصدر قرارا بالإفراج عن "إسراء" بعد مناشدات إعلاميين وحقوقيين، ورسالة والدتها إلى الرئيس المصري وقرينته بـ "التدخل الإنساني" لإنهاء معاناة "إسراء".
ونشرت والدة "إسراء" إعلانا مدفوع الأجر بعدة صحف مصرية خاصة قالت فيه: "من قلب أم مفطور على ابنتها إلى قلب السيد رئيس الجمهورية وقلب السيدة الفاضلة سوزان مبارك وقلب السيد وزير الداخلية، نرجو من سيادتكم النظر بعين الرحمة إلى مستقبل ابنتي وحياتها، حيث إن صحتها في تدهور مستمر داخل السجن".
وتتصدر صور أخبار "إسراء" منذ اعتقالها صباح يوم الإضراب عناوين صحف المعارضة والصحف المستقلة ومواقع الإنترنت وبيانات المنظمات الحقوقية المصرية والعربية، وتحولت ناشطة "الفيس بوك" إلى قضية رأي عام، ومادة أساسية في الصراع الدائر بين الحكومة ومعارضيها، خاصة نشطاء الإنترنت الذين دعوا إلى إضراب جديد يوم 4 مايو المقبل للمطالبة بالإفراج عن "إسراء" وباقي معتقلي إضراب 6 أبريل.
وكان طالب بكلية الآداب بجامعة القاهرة يدعى بلال دياب قاطع الإثنين 21-4-2008 كلمة لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أمام تجمع طلابي بالجامعة، وطالبه بالإفراج عن "إسراء" وباقي معتقلي الإضراب وسط تصفيق حاد من الحضور.
وتعمل "إسراء" منسقة موارد بشرية بإحدى الشركات الخاصة، ولم تكن تتوقع أن تنجح دعوتها لإضراب السادس من أبريل على موقع "الفيس بوك" الشهير في استقطاب 70 ألفا من جمهور الموقع الإلكتروني التفاعلي الأكثر شهرة في العالم.
وصباح يوم الإضراب اعتقلت إسراء من داخل أحد المقاهي المواجهة لمقر عملها، وأمرت النيابة بحبسها ۱۵ يوما على ذمة التحقيقات، ووجهت لها تهم التحريض على إضراب 6 أبريل وإثارة الشغب وحيازة المنشورات، قبل أن يتخذ النائب العام قرارا بالإفراج عنها بكفالة في 14 إبريل الجاري، لكن السلطات لم تفرج عنها وصدر بحقها قرار اعتقال طبقا لقانون الطوارئ المعمول به في مصر منذ سنوات.
إسلام أون لاينحالة من البكاء الشديد والفرحة انتابت إسراء عبد الفتاح منظمة إضراب 6 ابريل علي موقع فيس بوك بعد الافراج عنها أمس الاربعاء، فقد قامت إسراء باحتضان والدتها بلهفة وشوق لحظة خروجها -كما ذكر موقع مصراوى-.وفي تصريحات لها لبرنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع علي قناة أوربت الفضائية، أكدت إسراء أنه تم معاملتها معاملة جيدة للغاية في محبسها، مشيرة إلي أنها كانت تتلقي ثلاث وجبات يومياً من أجود الطعام وكان لديها سريرها الخاص وكانت تصلي وتقرأ ما تشاء بحرية.وأضافت: "كنت أسجد شكر لربنا كل يوم لأني اتعاملت معاملة كويسة واتصنت.. السجن مش مهين زي ما تخيلت..الفرق بين السجن اللي كنت فيه والحياة الطبيعية إني كنت في مكان محدود بس .. ومكنتش في قسم خاص بالسياسين".لكنها أشارت إلي أنها كانت تتساءل عن السبب وراء اعتقالها ماداموا يعاملونها هذه المعاملة الجيدة.وأشارت إسراء إلي أنها لم تتوقع الإفراج عنها قبل الخامس عشر من شهر مايو بعد علمها أن اعتقالها سيستمر لمدة شهر، وبسؤالها عن قرار الإفراج عنها، قالت إنها أبدت لضباط السجن رغبتها في رؤية أمها قبل سفرها لأداء العمرة إلا أنهم أخبروها أنها سوف يفرج عنها ومن ثم تستطيع رؤية والدتها كما تشاء.وأِشارت إلي أنها لم يكن لها أي علاقة بالسياسة قبل حوالي 6 أشهر وأنها عضو غير نشط في حزب الغد، ولفتت إلي أن ما حدث كان سوء تقدير منها لأنها فقط كانت تعبر عن خواطرها علي الانترنت، مؤكدة أنها لن تستخدم موقع فيس بوك الفترة المقبلة، لكنها في نفس الوقت في حاجة إلي "فترة نقاهة" كي تقرر ما ستفعله في المستقبل.وشكرت إسراء أمها وجميع من وقفوا إلي جانبها والذين لولاهم ما كانت ستتلقى هذه المعاملة الجيدة داخل السجن، وتمنت خروج المقبوض عليهم في أحداث الإضراب في أسرع وقت ممكن.من جانبها قالت والدة إسراء أنها علمت منذ حوالي يومين أن ابنتها عادت لسجن القناطر، وقدمت الشكر إلي كل من وقف إلي جانب ابنتها والرئيس مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي لاستجابتهم لندائها.