13‏/06‏/2008

بلدنا .... بتتجنن بهم... !!!! ناقوس الخطر

تعتقلونا ..ماشي ... تجوعونا ماشي ... لكن تجننونا .... لا كده حرام ..!!!
إرتفاع مرعب في نسبة المرضي النفسيين في مصر
ضغوط الفقر والقهر والبطالة والعنوسة من أهم الأسباب
14 مليون يحملون أعراض المرض النفسي في مصر
المستشفيات النفسية ما زال عددها كما هوعشرات السنين في حين تم إنشاء 22 سجن جديد
الحزب الوطني أفضل له أن يرفع شعار بلدنا بتتجنن بينا ... بدل بلدنا بتتقدم
قي تصريح سابق في شهر فبراير الماضي..
لجريدة المصري اليوم صرح الدكتور ناصر لوزة المسؤول الأول عن صحة المصريين النفسية
بأنه تم إجراء دراسة ميدانية علمية العام الماضي شملت عدداً من محافظات الوجه القبلي والبحري أظهرت أن حوالي ١٩% من الشعب المصري نحو ١٤ مليوناً يعاني من ((أعراض أمراض نفسية)) ، وهذه النسبة تشمل جميع الأمراض النفسية
وأضاف الدكتور ناصر في تصريح أخر في اجتماع لجنة الصحة في مجلس الشورى ..عن وصول عدد المرضي النفسيين في مصر إلي مليون و٧٠٠ ألف مريض وأكد أن حالاتهم تزداد سوءا بسبب التجاهل من أسرهم، والمعاملة السيئة التي يلقونها من المجتمع والشرطة، وداخل مستشفيات الصحة النفسية التي تعاني محدودية الموارد وقلة الإمكانيات
في حين صرح الدكتور أحمد عكاشة في تصريح سابق أن ٤٠% من المصريين مصابون بالاكتئاب.
كذلك وضح تقرير حديث للجهاز المركزي للمحاسبات حدوث تزايد ملحوظ في عدد الحالات المرضية في مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية.
أوضح التقرير أن المرضي النفسيين في الأقسام الداخلية لتلك المستشفيات ٩٢٦٧ مريضا في مقابل ٧٥٦٨ مريضاً العام الماضي مريضا بزيادة قدرها ألف و٨٢ مريضا، في الوقت ذاته ارتفع عدد الزيارات في العيادات الخارجية إلي 155 ألف زيارة في مقابل 133 ألف زيارة العام الماضي بزيادة قدرها ٢٢ ألف حالة.
أكد الخبراء النفسيون أن الأحوال المعيشية السيئة تؤثر في بعض الأشخاص وتؤدي بهم إلي أمراض نفسية معينة كالإكتئاب والإنفصام الذي يعد من أخطر الأمراض النفسية،
نترك يا سادة ....
هذه الإحصائيات المرعبة وكلنا يعرف سبب انتشار المرض النفسي بهذا الشكل المرعب في مصر فنسبة العنوسة والبطالة والفقر والعشوائيات وانعدام الحريات والإعلام الغير واعي أدت إلي تفاقم هذه المشكلة ...
لكن ماذا فعل النظام المصري لمواجهة هذه الزيادة الرهيبة في المرضي النفسيين في مصر ...
للأسف لو نظرنا إلي مستشفيات ومرافق الصحة النفسية الحكومية فسنجد أنها لم تشهد أي تطورات كبيرة من عشرات السنين فمستشفى العباسية. أنشئ في عام 1883، وهو أكبر مرفق للطب النفسي في البلد، وهو يواجه من المشكلات ما تواجهه جميع المؤسسات التي بحجمه من مؤسسات رعاية الحالات المزمنة والانخفاض الشديد لنسبة العاملين إلى المرضى، وتناقص عدد الأطباء، وقِدَم المبنى وتداعيه، والصعوبات اليومية التي يمثِّلها المرضى: صحتهم البدنية، وتغذيتهم، ومداواتهم، وما إلى ذلك
ومستشفى الخانكة ومستشفي المعمورة بالإسكندرية وعدد آخر من المستشفيات في العديد من المحافظات خلاف الأقسام والعيادات الخارجية الموجودة في المستشفيات التعليمية في أنحاء الجمهورية وللأسف فإن هذه المستشفيات والمرافق الموجودة للصحة النفسية لا تفي ولا تجابه هذه النسبة المرتفعة من انتشار الأمراض النفسية لأن المريض النفسي بطبيعة حالته يستمر في المستشفي عدة شهور بل عدة سنوات ولو علمنا أن نسبة المرضي النفسيين الموجودين بالمستشفيات من النوع المزمن
(حوالي 75% من إجمالي المرضي) لعرفنا عمق المشكلة وانشغال الأماكن الموجودة لنسبة كبيرة ولوقت كبير وعلي الرغم من دخول القطاع الخاص في الاستثمار في هذا المجال وإنشاء مستشفيات متميزة في هذا المجال فإن نسبة قليلة من المرضي يستطيعون تحمل نفقات هذه المستشفيات ...
والمذهل في الأمر أن النظام المصري توسع في إنشاء المعتقلات والسجون وأصبح لدينا أكثر من 22 معتقل وسجن متنوع فوق الأرض وتحت الأرض شديد الحراسة وعادي وأطلق علي بعضهم أسماء مرعبة مثل العقرب وغيرها... في حين أن جميع مستشفيات الطب النفسي في مصر لا تقترب من هذا العدد رغم جسامة المشكلة ..مما أدي لحدوث تجاوزات من بعض المستشفيات إلي ( تسريح) بعض الحالات المزمنة لإفساح المجال لنزلاء ومرضي آخرين طال بهم الانتظار ...
كل هذا ونحن ننظر للمرضي النفسيين وفقط ولم ننظر للمدمنين والذين يزاحمون المرضي النفسيين في الأماكن التابعة التي أنشئت لهم في هذه المستشفيات... وهل ننتظر من نظام ترك بيع المخدرات علي النواصي نهارا جهارا وتوزيعها خدمة توصيل للمنازل أن يبذل مجهود لمواجهة الإدمان ..؟؟
والمشكلة الكبرى لو أضفنا نسبة مرضي الاكتئاب والمرضي النفسيين وفوقهم المصابين بالقلق وهناك بيانات تتحدث عن 17% من المصريين مصابون بالقلق ...سنجد أن النتيجة مفجعة وأن هذا الشعب الطيب الصبور المطحون محاصر بين مرض نفسي أو اكتئاب أو قلق ... ؟؟
المفاجأة المذهلة هي عدد الأطباء النفسيين الموجودين حالياً في بر مصر كلها ...
تصورا .... فقط 600 طبيب نفسي ..!!!!
وهناك أكثر من 1000 طبيب في إعارات خارج القطر في السعودية والكويت وقطر والإمارات وبعض الدول الأجنبية
حيث أن هذا التخصص من الطب يتوفر ويتميز فيه الطبيب المصري ويحصل علي تقدير ومرتبات مجزية في حين أن مرتبه في مصر لا يمثل نسبة 5% مما يحصل عليه في الخارج ..؟
أخيرا كل ما يهمنا إلي أن تحل أسباب انتشار الأمراض النفسية والاكتئاب والقلق بين الشعب و أن يبذل النظام المصري المجهودات اللائقة والمناسبة في توفير
(1) حق المرضي النفسيين في العلاج
(2) حقهم في الزيارات أثناء حجزهم بالمستشفيات
(3) حقهم في الاتصال بالعالم الخارجي من خلال التليفون, ومشاهدة التليفزيون, وسماع الراديو, وقراءة الصحف والمجلات والكتب
(4) حقهم في إعاشة جيدة ومناسبة داخل المستشفيات .
(5) حقهم في الرعاية المجتمعية سواءً الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني
(6) حق المريض في وظيفة ملائمة لظروفه تهيؤها له الدولة أو مؤسسات المجتمع المدني وتراعى في ذلك صعوبات تكيفه ومحدودية قدراته وحاجته للدعم المستمر
(7) حقه في تدبير شئونه وإدارة أمواله متى كان ذلك ممكنا
(8) حق المريض في الرعاية اللاحقة والتأهيل
أخيراً ....
هناك مثل دارج بتناقله العامة يقول :
((من يحضّر عفريت يصرفه ))...
فما بالنا بنظام حضّر ملايين المرضي النفسيين بظلمه وقهره وإفقاره لهذا الشعب فانتشرت البطالة والعنوسة ومعها انتشرت كل المشاكل النفسية ...
فعلاً : بلدنا بتتجنن ...بهم ...!!
يا سادة ممكن أن نقبل من النظام المصري أن يقهرنا أن يجوعنا أن يظلمنا ولكن أن يجننا ... كده حرام ....!!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية